تَخيّلْ/ـوا مَعي لـ ثوانٍ و تَمعَّنْ/ـوا قليلاً هاهُنا ،، ^_^
عندما تفتحُ عينيكَ لـ تجدَ أباكَ يكنسُ أرضيـةَ معهدْ أو شركـة ،، بماذا تشعُرْ ،،؟
عندما يُصادِفُك أن تُولد لـ عائلةٍ لآيُعيلُها أحدٌ سوى أمِّك ،،
و أنتَ طفلٌ عاجزْ ،،
تحلُم لآزلتَ بـ أن تجتازَ الصف السادس ،، تتكفّلُ والدتُكَ بـ مصروفات تعليمكَ
وهي تعمل ( عاملة نظافة ) في نفس المدرسـة التي تدرسُ فيها أنت ،،،
بماذا تشعُرْ ،،؟
عندما تكون أنتَ موسوماً بـ " بشرتِكَ السمراء جدّاً " وأنتَ الوحيد والفريد من هذا اللون والنوع في محيطكَ الذي يكتظّ بـ المستهزئين و السّاخرينَ جداً جداً ،،
بماذا تشعُرْ ،،؟
عندما تنظُرُ يمنةً و يَسرةً لآترى إلّا مجمّعاتٍ سكنية و فلل و قصورٍ لم تطأها
يوماً أنتَ ولو حتّى في أرض أحلآمكَ لم تفعل ،،،
وعندما تعودُ بأذيال الخيبة إلى بيتكَ _عفواً ،، كوخكَ_ في وقتٍ متأخّرٍ بعد طول تجوالٍ أدمى فؤادك
تُفاجأُ بـ الحقيقة التي لطالما تهرّبتَ منها ،،
بيتُكَ لآيُقارنُ بما كنتَ منذ برهةٍ تتنزّه في التّحديق به ،،،
و لسان حالك يقول
" العين بصيرة و اليد قصيرة "تودُّ لو أنّك كنتَ أعمى ،،، بماذ تشعُر ،،؟
عندما تستفيقُ كلَّ ليلةٍ على صراخ والدتِكَ يضربها أبوكَ الذي أسكَرَهُ قدحُ خمرٍ لعين ،، كم تكرهه أفسدَ أباك ،،
بماذا تشعُر ،،؟
عندما تنالُ منكَ أشباهُ البشر في الواقع بـ سياطِ الثرثرة و الخوْضِ في عِرضِكَ دون وجه حقّ ،،
وحتّى هُنا في الخيال في الأحلام في الأوهام ،، هُنا في " النت "
أبناء عمّ أولآئكَ لحقوا بكَ هُنا أيضاً فـ نالوا منكَ ولم يكتَفُوا بعد ،،، !
بماذا تشعُر ،،؟
عندما يُذهلُكَ داعيةٌ فذٌّ نَيِّـرٌ فكره ،،
أُعجِبتَ به أيَّما إعجاب ،، و جعلته قدوتـكَ و قنديل دربك ،،
تراهُ بعد أمدٍ قد ناقضَ نفسه بنفسه ،، و تحرّر من فكره ذاك و تبنّى أفكارَ من كان يدعوهم إلى دينه ،،
بماذا تشعُر ،،؟
عندما ترى أشلاء أطفال الغد ،، ممزّقـة أخترقها صاروخٌ .. أو ... أو
فَجّرَتها قنبلة عنقوديـة وضعها أحد جنود الإحتلآل ،،
بماذا تَشعُرْ ..؟
عندما تُفاجاُ بعد طول مُعاشـرةٍ بالمعروف كما أوصاكَ بها
الشَّرع ،، تتفاجأ بـ خيانة زوجتِكَ
لكَ و ترى عياناً ما يُثبِتُ ذلك ،، ( أو العكس )
بماذا تَشعُرْ ..؟
و عندما تقرأُ كلَّ هذا الذي سبق ،،
بماذا تشعُرْ ..،،،؟
تضاربٌ و تزاحُمُ مشاعـر ،، اضطراب ،، تخَلخُل ،، ارتجافُ بَدَن و ارتباكُ عقل ،،
هزَّاتٌ وجدانيـة و مخاضٌ مُريع ينتابُ أعمَقَ العُمق في النّفس ،،...!
هل يعيبُنا المظهر ،، الشّكل ،، اللون ،، اللغة ،، ؟هل هي أقدارُنا أوّلُ من نُعلِّقُ عليه أثوابَ خيبتِنا ( شمّاعـة ) أم أنّنا سـ نُعاقِبُ أنفسنا بـ أنفُسِنا و نلومُنا نحن قبلنا نحن ،،، ؟
إنّ مايدعو أيّاً منَّا إلى مواجهة هذه الموجات المَهولَـةِ من صراع الوجدان بـ حتمية الواقع
لـ كثير ...!
و إنَّ ما يدعو إلى التدبّر و التّعقُّل و التّأمُّل في أحوالنا و أحوال مشاعرنا لـ أكثر ..!
من السهل أن نتظاهر أحياناً بـ أنّ المُقدّرات جاءت حسبَ ما تمنّيْناه و أردنا ،،
ومن الأسهل أن ننطِقَ بها ( الحمدللــه ) ..!
ولكن هل نطقتها الشِّفـاهُ برضـاً و امتنانٍ حقاً ،،؟
.
.
.
أحِبَّتي ،، قد يكون مبهماً جوهرُ هذا الطّرح .. ولكنّي سـ أستعينُ بـ عقولكم هُنا ،،
و سـ أُناجِي بما قد يبدو للبعض طلاسمَ و تخاريف
سـ أُناجي القلوبَ فيكم ،، تلك التي شعرتْ ولو بـ شيءٍ 1 ٍ فقط مما ذُكِرْ ،،
( عِندما ...... بِماذا تشعُرْ ..؟ )فقط هي دعوةٌ لـ تأمُّل المشاعر التي قد تنتابُنا دون وعيٍّ منّا
أو لـ تأمُّل أقوالنا التي قد تصدُرُ منّا لآ إرادياً أحياناً رُبّما ،، !